شهد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون COP29 إصدار بيان مشترك من قبل مجموعة من الشركاء الدوليين، بما في ذلك المنظمات الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف والصناديق العالمية للمناخ، الذي يؤيد مبادرة باكو بشأن التنمية البشرية من أجل التكيف مع تغير المناخ.
ويأتي هذا البيان في إطار الجهود المستمرة لدعم التنمية البشرية كجزء أساسي من العمل المناخي، مع تأكيد أهمية توفير التعليم والصحة الجيدة، وتعزيز قدرات المجتمعات في مواجهة تحديات تغير المناخ.
التنمية البشرية.. أساس العمل المناخي
وأوضح البيان أن التنمية البشرية تشكل جوهر الحلول المناخية، حيث يُعد تعزيز قدرة الأفراد والمجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ جزءا لا يتجزأ من العمل المناخي.
وتهدف المبادرة إلى ربط القضايا المتعلقة بالتنمية البشرية، مثل التعليم والصحة والوظائف، باستراتيجيات التكيف مع المناخ، مع دعمها بتمويل كافٍ وشفاف.
وكانت رئاسة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين نظمت يوما شاملا للتنمية البشرية الذي جمع هذه القضايا المتشابكة وأعطاها الأولوية في جدول الأعمال المناخي لهذا العام.
وشهد هذا اليوم جلسات نقاشية ومشاورات حول كيفية دمج قضايا التعليم، والصحة، والتوظيف، والمهارات الخضراء، وتوفير الفرص للأطفال والشباب في إطار الاستجابة لتغير المناخ.
مبادرة باكو.. تعزيز التعاون الدولي
في الاجتماع رفيع المستوى الذي تم تنظيمه في باكو تم التوقيع على المبادئ التوجيهية لمبادرة باكو للتنمية البشرية والتكيف مع المناخ، التي تم دعمها من قبل عدد من المنظمات الدولية البارزة مثل اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، بالإضافة إلى بنوك التنمية مثل البنك الآسيوي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية.
كما تمت مشاركة دعم صناديق المناخ العالمية مثل الصندوق العالمي وصندوق المناخ الأخضر وصندوق التكيف.
وأكد إلمار مامادوف، كبير المفاوضين ورئيس مجموعة مبادرة أجندة عمل رئاسة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، في كلمته خلال الجلسة النقاشية بعنوان "هل الاستثمار في المهارات هو الالتزام المناخي الذي يهم؟"، أن هذه المبادرات تُعد خطوة مهمة نحو تفعيل التعاون الدولي في إطار قضايا التنمية البشرية والتكيف مع تغير المناخ، حيث تم اعتماد البيان المشترك والمبادئ التوجيهية لمبادرة باكو خلال المؤتمر.
استراتيجية شاملة ومنهجية متعددة الأوجه
ومن خلال التعاون بين مختلف الأطراف يسعى البيان إلى تعزيز تمويل المناخ ودمج قضايا التنمية البشرية في استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ، وهو ما يُتوقع أن يسهم في تحقيق نتائج ملموسة في مجال التحسينات التعليمية والصحية في المناطق الأكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ.
وأشار مامادوف إلى أن العملية شملت مشاورات مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني ومراكز الفكر والبنوك الإنمائية والمنظمات الدولية، بهدف ضمان الشفافية والشمولية.
التوقعات من مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين
ويستمر مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون في مناقشات حيوية حول تحقيق الأهداف المناخية العالمية، خاصة فيما يتعلق بالتمويل المناخي.
وأطلقت رئاسة المؤتمر 14 مبادرة تتناول موضوعات مثل ممرات الطاقة الخضراء، وتخزين الطاقة الخضراء، والحد من غاز الميثان في النفايات العضوية، إلى جانب التركيز على التقنيات الرقمية الخضراء.
كما يُتوقع أن يُحقق المؤتمر اتفاقا بشأن هدف تمويل المناخ، الذي يعد من الأولويات الكبرى للمنظمات المعنية.
أولويات مؤتمر الأطراف
ويُعد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون في باكو، الذي يعقد في الملعب الأولمبي ويستمر حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أكبر حدث تنظمه أذربيجان في تاريخها، والأول من نوعه في المنطقة.
ويشهد الحدث أيضاً قمة زعماء العالم حول العمل المناخي، التي انعقدت في 12 و13 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث ألقى القادة خطابا مشتركا لتوحيد الجهود من أجل التصدي لتغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
والجدير بالذكر أن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين منصة أساسية لإطلاق المبادرات المناخية الجديدة التي تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
وبموافقة الشركاء الدوليين على مبادرة باكو، تم تعزيز العمل المناخي من خلال تقديم حلول شاملة تركز على التنمية البشرية والتكيف مع التغيرات المناخية، وهو ما يسهم في جعل العالم أكثر قدرة على التكيف مع هذه التحديات المتزايدة.